لسْتُ أدري إن كان حُلماً أم أنه اخترق الواقع حتى شعرتُ أني للحظة أقفُ أمامه ..!
إنه ليس حقيقياً ..!
لقد خلقته أحلامي فرأيته في منامي ..!
كانت حرباً طاحنةً بيني وبينه، مع أنها ليست بمعركةٍ شخصية ..!
إنها معركة سياسية لا تمت للعواطف بصلة تُذكر ..!
كان كمَلِكٍ ، وكنتُ كجندي يهم في الاسهام للقضاء عليه ..!
Δ Δ Δ Δ Δ Δ Δ Δ Δ Δ Δ Δ Δ Δ
سهام تُقذف، ومعارك مُبارزة بالسيف، صراخ وأنين، فوضى الحرب تملأ أرجاء الساحة الملكية ..!
اخترقت المبنى الرئيسي مع نخبة من ضباط الجيش ، وهناك تم تعييني لمراقبة البوابة الرئيسية، لمنع هروب الملك من القصر الملكي ، وبينما أنا واقفة أراقب ما حولي ، شعرت بالسياج القريب يحمل بين طياته جسداً عطراً ،و روحاً لي مألوفة الطيب، و اقتاد دليل قلبي إلى مشاعرٍ أودعتها له، لم تمتلك قدماي الجرأة لتتحرى الصدق، فتنطق عيناي بالحقيقة ..!
بقيت متسمرة بمكاني أتحرى الرؤية من حيث أقف ..!
دقات قلبي تتسارع ..!
نفَسي ازدادت سرعته عن المعدل الطبيعي ..!
هذه الأعراض كفيلة لأن تُنشط الأنيميا التي سكنتني لأشعر بالدوار ..!
لم أعد أميز ما أنا الآن..؟!! ولا سيما أنه ظهر أمامي وعيناه تنظر إلي باستياء ..!
فما أنا له إلا عدوة تريد النيل منه متى حانت الفرصة ..!
سل سيفه المُذهّب من غمده، ولم يكد يرفعه إلي حتى ابتسمت نحوه ..!
واحتوت كفّاي وجنتيه ..!
الآن ...!
لن أستطيع أن أصف حقاً ما شعرت به ،سوى أنه أروع شعورٍ أحسستُ به منذُ خرجت لهذه الدنيا العكرة ..!
كنتُ مرتاحة ، وسعيدة والخوف لا أثر له في المكان ..!
وحلم بين يدي أداعبُه وأحمله ..!
كان يغطي رأسه قطعة من قماش بلله الزيت وتدلت حتى وصلت إلى وجنته ..!
تلك القطعة كان تحول بيني وبين مشاعر فعليةٍ كنت سأودعها له ..!
لم أكره تلك القطعة لأنها تدلت منه بل كرهتها لأنها كانت سبباً في تأخري عن فعل ما أردته..!
أحاطته ذراعاي .. وما أردته كان .. وحلمي في المنام اكتمل ..!
Δ Δ Δ Δ Δ Δ Δ Δ Δ Δ Δ Δ Δ Δ Δ
لأول مرة أحظى حتى بحلم جميل ..!
لطالما لاحقتني الكوابيس و حرمتني الجمال ..!
لستُ أدري أهو سبب أم قضاء وقدر ..!
ولكن هذا الحلم وحده أحياني .. بل جعلني مبتسمة طول ذلك اليوم مسرّة رغم عثرات الحياة ..!
إنه حلم .. إنه خيال .. إنه موجود فقط في عالمي ..!
ولكن قدرته لتحطيم الواقع ، ودفعي للأمام ،ومنحي التفاؤل.. واستبشاري بغدٍ جميل ..!
كان فوق ادراك الخليقة ..!
فلخالق ذلك شكراً كما ينبغي لجلاله ..!
وعظيم سلطانه .. وحمدا ً لا ينتهي ..!